قررت ان اتحدث اخيرا عن شئ التعليق عليها بمثابة وضع نفسي امام مدفع هوتزر في المرمي القاتل ، (التافهون يتحدثون) هذا ما اود ان اتحدث عنه .
منذ ان دخلت معترك العمل السياسي بعد انهائي الخدمة العسكرية ، وبعد ان درست الاعلام صدمت مما رأيته بين اطياف الشباب الذين يمارسون العمل السياسي ، فالمحصلة ما يعرفه الشباب العاملون بالسياسة لا يتجاوز النسبة التي تسمح لهم ابداء رايهم في اصغر قضية سياسية ، والغريب في الامر انهم يعتقدون انهم يعلمون اكثر من اي شخص علي وجه الارض ، ويدعوا ان ارائهم السياسية هي الصحيحة وان من يخالفهم هو الذي لا يمتلك دراية بالامور السياسية .
هؤلاء الشباب اشمئز منهم كثيرا لما اره في اعينهم وحديثهم من كذب وحب للنجومية والتلميع ، وهذا قد يكون احد سلبيات الثورة انها فتحت علينا غطاء بالوعة مجاري من الاراء العفنة المصحوبة بشهوة السلطه والشهرة ، هذا الشئ الذي كان نتاج ممارسات تربوية خاطئة خلال الثلاثين عام الذي حكم خلالهم المخلوع مبارك ، وما يجعلني لا اعذرهم علي ما هم فيه اننا نحاسب علي اعمالانا بعد سن البلوغ وما يفعلوه شئ كارثي وان لم يشعروا بذلك فهم الغافلون ... والقانون لا يحمي المغفلين .
سوف تسالون انفسكم لما اري هؤلاء الشباب بهذه الصورة ؟ سوف احكي لكم قصة بسيطة ، في احد الايام الهادئة وانا اجلس مع بعض اصدقائي الذي يطلق عليهم لقب "الشباب الثوري" فتح حوار حول الاشتراكية والشيوعية ومدي تأثيرهم علي مجتمعات العالم الثالث وعند سؤالهم عن معني الشيوعية والفرق بينها وبين الاشتراكية وجدة كمية من الافتاءات التي لا علاقة لها بمضمون الاشتراكية والشيوعية لا من قريب ولا من بعيد وظل هؤلاء الشباب يحللون معاني ومفاهيم خاطئ معتقدين ان رايهم سديد وانهم يمتلكون وجهات نظر صحيحة ، وبسبب هذا الموضوع قاموا بكتابة مقالات عن رايهم في الشيوعية والغريب في الامر ان نسبة كبيرة مما قراؤا المقالات اعجبوا بها وباسلوبها الاموضوعي ! اي هراء هذا
كانت اعتقد ان هذه الصفة - الفتي - تنحصر فقط في هؤلاء الرجال الذين يتنقلون من قناة الي اخري اثناء الاحداث السياسية المهمة لكن اعتقادي كان خاطئ فقد عرفت انه ثمة جي اخر انتقلت له هذه العدوى بسبب التعلم الخرب الذي تعلمناه في مدارسنا ، لكني من ناحية اخري اري شباب وهو قليل للاسف يحاول ان يتعلم كل يوم ويبدي اراء محترمه لا تتناسب مع مع عمره الصغير ، لذلك لا اري مبرر لجهل الطائفة الاولي فهناك من يطور من نفسه .
التربية هي جزء اساسي من هذا المرض فنحن لم نتربى علي حب القراءة والتعلم والفهم وابداء الرأي بل تربينا علي الخنوع والخضوع والحفظ بدون فهم واني اتذكر انه عندما كنت في المدرسة الثانوية واذا استعصي علي شئ في الدراسة قيل لي احفظه ، لماذا احفظه وانا استطيع ان افهمه ، يويم وراء يوم اغلق التعلم والتربية الخاطئة عقولنا وجعلنا ناقلين ، اشخاص بلا هوية ، ولا شخصية محددة لنا ، لكن هناك من الشباب من استطاع ان يخلق لنفسه الرأي والشخصية المستقلة ولم يعد يعتمد علي النقل ، فالارادة الحرة الطاقة التي يمكنها ان تغير طريقة تفكيرة ونظرتك للامور .
ما يفعلهو طائفة الشباب التافهون هو ما ندعوه في علوم الاعلام بثقافة الجماهير اي الانحدار بالمحتوي الثقافي من اجل تدمير العقول ، نعم هي مؤامرة ابناء صهيون الذين يريدون السيطرة علينا وهذا هدفهم الكبير .
ربما اكون مخطئ وربما اكون مصيب لكن الي متي سوف نظل مغمضين اعيننا عن الحقيقة ، ايها الشباب وانا واحد منكم افيقوا قبل ان نجد علم صهيون مرفوع فوق اراضينا ، افيقوا بالله عليكم ... افيقوا .
تعليقات
إرسال تعليق